← RETURN TO ADVOCACY LIBRARY

بيان

الضغط النفسي في أميغداليزا: ظروف احتجاز مهينة وانتهاك لحقوق اللجوء

31.10.2025


 

تحذير: يحتوي هذا التصريح على صور تُظهر ظروفًا معيشية مهولة، بما في ذلك صور جرذ وإصابات جلدية ظاهرة. يمكنك قراءة نسخة لا تحتوي على هاته الصور على إنستغرام هنا.

منذ 23 سبتمبر 2025، قام العديد من الأشخاص المحتجزين في مركز الاحتجاز المغلق أميغدليزا بالتواصل بشبكة مراقبة العنف على الحدود (ﺑﻲ ﻓﻲ ام ان)، حيث وصفوا ظروفًا مروعة وحالة من الارتباك بشأن أسباب ومدة احتجازهم. تؤكد هذه الشهادات التفاصيل التي نشرتها صحيفة إفسين مؤخرًا، بالإضافة إلى رسائل واردة على خطوط المساعدة التابعة للفريق المتنقل لمعلومات اللاجئين، وتضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة حول تدهور الأوضاع في هذا المركز. الكثير من المحتجزين هناك تم احتجازهم لأكثر من ثلاثة أشهر بعد أن خضعوا مسبقًا لقرار تعليق طلبات اللجوء. وعلى الرغم من أنه تم توقيف هذا القرار، استمرت السلطات في تمديد فترات احتجاز العديد من الأشخاص – خصوصًا من يُعتبرون من "دول المنشأ الآمنة". ولا يزال كثير من المحتجزين غير قادرين على تقديم طلبات لجوء. بعد أن كرروا مطالبهم يوميًا لأشهر، بدأ أكثر من 30 شخصًا هذا الأسبوع إضرابًا عن الطعام. مطالبهم بسيطة: احترام حقهم في تقديم طلبات اللجوء وفي معاملة عادلة وكريمة

ظروف احتجاز غير إنسانية

المأوى

أفاد جميع الأشخاص الذين تحدثت معهم شبكة مراقبة العنف على الحدود على أنهم محتجزون في حاويات مكتظة. كما ذكر الجميع أن الفُرُش والأغطية وُزعت فقط على نصف عدد الأشخاص المتواجدين هناك أو أقل. وأوضح الذين لم يحصلوا على الفُرُش والأغطية على أنهم اضطروا لطلب المساعدة من الآخرين لمواجهة انخفاض درجات الحرارة والرطوبة، التي أدت أيضًا إلى تسرب مياه الأمطار داخل الحاويات. تفاقمت هذه الظروف بعد انتهاء فترة قرار تعليق طلبات اللجوء، حيث أدت عمليات الانتقال الداخلي إلى زيادة الاكتظاظ في بعض الأقسام، وقال أحد المحتجزين إن بعض الأشخاص ينامون في المراحيض بسبب ضيق المساحة بسبب هذه الإنتقالات. وذكروا أن هناك أربعة مراحيض فقط وست أو سبع دُشّات في كل قسم، وأن المراحيض بلا أبواب للاستحمام أو الخصوصية، ولا يوجد ماء ساخن

صورة شاركها شخص محتجز في أميغدليزا تُظهر فرشة على الأرض دون إطار السرير

توضيح: صورة تُظهر مرحاضًا ودُشًّا بلا باب يوفر الخصوصي

النظافة

أوضح المحتجزون أن الحاويات متسخة، وأن النفايات تُترك لتتعفن قبل أن تُزال من الخارج فقط. كما ذكروا أن منتجات النظافة، مثل الفرشاة ومعجون الأسنان والصابون، وُزعت مرة واحدة فقط عند الوصول، وأنه يتم تجاهل الطلبات المتكررة للحصول على المزيد. ولم تُوزع أي ملابس جديدة، وقال أحدهم إنه يرتدي نفس الملابس منذ 70 يومًا

توضيح: صورة تُظهر مدى اتساخ الحاويات التي ينام فيها المحتجزون

الآفات

أكدت الشهادات معلومات إفسين عن انتشار الحشرات، حيث وصف أحد المحتجزين حاويته بأنها "بيت للحشرات". وأكد محتجز آخر وجود الثعابين قائلاً إن السلطات نفسها تخاف التعامل معها. كما أشار اثنان إلى وجود الفئران و"مئات الجرذان"، موضحين أن الناس يتناوبون على النوم لطرد الجرذان عن الآخرين أثناء نومهم

توضيح: صورة تُظهر جرذًا كبيرًا داخل إحدى الحاويات

الطعام

ذكر المحتجزون أن الطعام المقدم رديء الجودة، وأحيانًا غير صالح للأكل، ولا يفي بالاحتياجات الغذائية الأساسية. قال أحدهم: "نشعر وكأننا لسنا في بلد من الاتحاد الأوروبي، نشعر وكأننا ما زلنا في ليبيا"

الرعاية الطبية

أفاد المحتجزون بوجود نقص مهم في الرعاية الصحية المناسبة داخل المركز.و يجب تكرار الطلبات عدة مرات لرؤية طبيب أو طبيب أسنان، وغالبًا ما يتلقى المحتجزون المساعدة إلا بعد تفاقم حالتهم. كما أشاروا إلى محدودية العلاج المتاح، حيث يُعطى دواء واحد لأنواع مختلفة من الأمراض، بما في ذلك أمراض الجلد. قال شخص مصاب بالسكري إنه لم يتمكن من الحصول على الإنسولين منذ وصوله إلى اليونان في يوليو، وتوقف عن طلبه خوفًا من تمديد احتجازه كعقاب. كما تحدث كثيرون عن معاناتهم النفسية بسبب الظروف غير الإنسانية وعدم وضوح الإجراءات القانونية، وأشاروا إلى غياب الدعم النفسي في المركز

توضيح: صورة من فيديو تُظهر إصابة في ساق أحد المحتجزين

محدودية المعلومات وصعوبة الوصول إلى اللجوء

ووفق إفسين، لا يزال الأساس القانوني لاحتجاز الأشخاص بعد انتهاء حظر اللجوء غير واضح. أوضح من تحدثوا إلى (ﺑﻲ ﻓﻲ ام ان) أنهم كانوا في حالة ارتباك شديد عند وصولهم، وتلقوا معلومات متضاربة بشأن الإجراءات المطبقة. وبينما زار بعض العاملين من منظمات غير حكومية المركز خلال فترة الاحتجاز، فقد قدموا الدعم القانوني فقط لجنسيات محددة مثل اليمنيين والسودانيين. بعد رفع قرار تعليق طلبات اللجوء، أكد المحتجزون غياب أي معلومات من السلطات حول طلبات اللجوء رغم ذهابهم يوميًا إلى الإدارة لتسجيل طلباتهم

تفاقم الاختلاط عندما نُقل مواطنون من إريتريا والسودان إلى مركز الاستقبال والتسجيل في مالاكاسا لتقديم طلبات لجوء، تلاهم آخرون من جنسيات مختلفة مثل اليمنيين بعد توقيف قرار تعليق طلبات اللجوء. أدى ذلك إلى شعور قوي بالظلم بين المحتجزين المتبقين – معظمهم من مصر – الذين أكدوا غياب أي معلومات من السلطات بشأن إمكانية تقديم طلبات لجوء، رغم الوعود بالنظر في طلباته

أفاد أحد الأشخاص أن موظفًا تظاهر بكتابة بياناته، لكنه لم يسجلها فعلي

"ذهبت مرة لتقديم طلب لجوء، فقال لي: تمام، أعطني رقمك وسأتصل بك. عندما أعطيته رقمي، تظاهر بأنه يكتب، لكنه لم يكتب شيئًا، كان يوقع في الهواء، لا على الورق. رأيته يفعل ذلك، لكنه لم يلاحظ أني رأيته. عاملني كأنني غبي."

بعد انتهاء فترة الحظر عن تسجيل طلبات اللجوء، أعلنت وزارة الهجرة واللجوء عن قرار لتسجيل ما يصل إلى 50 طلب لجوء يوميًا. لكن منذ 23 سبتمبر، لم يتمكن أي من الذين تواصلوا مع (ﺑﻲ ﻓﻲ ام ان) من تسجيل طلباتهم. بدلاً من ذلك، استمروا في تلقي وثائق تمديد احتجازهم، ويعيشون في خوف دائم من الترحيل

تقارير مقلقة عن سوء المعاملة والعنصرية والعنف

شارك عدة أشخاص تقارير مقلقة عن تعرضهم لسوء معاملة وعنصرية وعنف جسدي ولفظي في كل الأوقات

ويرافق هذا العنف الجسدي إهانات متكررة: "كلمات سيئة طوال الوقت [...] أسمعهم يقولون 'مالاكا، مالاكا، مالاكا' طوال اليوم." وعندما يطلب الناس معلومات أو معاملة كريمة، يجيبهم الضباط بقولهم:
"اذهب واغتسل في بلدك، خذ علاجك في بلدك، خذ حقك في بلدك، ليس هنا."

وصف أحد الأشخاص هذا الوضع بأنه "ضغط نفسي" تستخدمه السلطات لدفع الناس إلى توقيع أوراق الترحيل. وأضاف أن ذلك يؤدي إلى إنهاك ويأس بين المحتجزين، قائلاً
"الكثير من الناس تعبوا من المطالبة بحقهم في اللجوء، وبدأوا يفكرون في الترحيل لأنهم يئسوا."

نقف تضامنًا مع جميع المحتجين الذين يطالبون بحقوقهم، وندعو السلطات اليونانية إلى توفير إجراءات لجوء عادلة وضمانات قانونية وظروف معيشة كريمة داخل مراكز مفتوحة أثناء دراسة طلبات اللجوء